ابتكر علماء جامعة البحوث الوطنية بالتعاون مع علماء جامعة سيتشينيف الطبية طريقة جراحية جديدة لشفاء الأنسجة من دون ندوب.
وتشير مجلة” بايوانجنيرنغ ” (Bioegineering) إلى أن الأطباء يستخدمون في الطريقة الجديدة مركبا عضويا حيويا خاصا كمادة لاحمة للجرح، التي تلحم حوافها بالليزر.
ويقول ألكسندر غيراسيمينكو رئيس فريق البحث، من معهد الأنظمة الطبية الحيوية بجامعة البحوث الوطنية، “لقد تمكنا من إثبات ميزة تقنية الليزر في إصلاح جروح الأنسجة الرخوة مقارنة بالطرق الجراحية التقليدية. وتسمح هذه التقنية الجديدة بالحصول بسرعة على خط مغلق بأبعاد ضئيلة، والتي لن تترك في المستقبل ندبا ملحوظة”.
وقد أظهرت نتائج الدراسة، أنه بعد العملية مباشرة يكون عرض خيوط الليزر اقل بـ 3-4 مرات من طريقة خياطة الجروح التقليدية، وبعد مضي عشرة أيام لا يمكن تمييز الأنسجة في منطقة الجرح عن الجلد الأساسي. على صعيد ذي صلة ، درس علماء معهد كورتشاتوف مع باحثين من جامعة موسكو والمركز الوطني لبحوث زراعة الأعضاء والأعضاء الاصطناعية ومؤسسات علمية روسية أخرى، خصائص “الشبكة العنكبوتية الاصطناعية”.
وهذه المادة الفريدة، التي يمكن صنع ضمادات منها، حصل عليها العلماء بمساعدة فطريات الخميرة. ومن أجل الحصول عليها تُزرع الخميرة بجينات مُصنَّعة ومُعدَّلة خصيصًا مسؤولة عن إنتاج نظائر البروتينات التي تستخدمها العناكب لإنتاج أمتن خيوط شبكاتها، حيث بمجرد دخولها إلى الجرح، تحفز تجديد الأنسجة، وتسرع بالشفاء، ويمكن أن تمنع ظهور الندب.
ويشير العالم فلاديمير بوغوش من معهد كورتشاتوف، إلى أن الاهتمام يتركز على البروتينات التي تنتجها العناكب في إنشاء شبكتها منذ نهاية ثمانينيات القرن العشرين. وذلك لمتانتها وخفة وزنها حيث تتفوق على جميع المواد التي ينتجها الإنسان. وقد اتضح مؤخرا أن هذه البروتينات تتوافق حيويا مع جسم الإنسان وتؤثر إيجابيا في أنسجته.
ويضيف، ولكن العائق الرئيسي لاستخدام “الشبكة العنكبوتية الاصطناعية” هو صعوبة إنتاجها. لأن تكنولوجيا الإنتاج متعددة المراحل وتتطلب تنمية منتج الخميرة وتنقية البروتينات وإجراء العديد من العمليات المعقدة الأخرى.
ولذلك، مزج خبراء المركز الوطني لبحوث زراعة الأعضاء والأعضاء الاصطناعية “الشبكة الاصطناعية” التي حصل عليها علماء معهد كورتشاتوف التي أطلقوا عليها “حرير العنكبوت” مع حرير دودة القز، الذي يسهل تصنيعه وبأسعار معقولة. وقد أظهرت نتائج التجارب التي أُجريت على الفئران المخبرية، أن المادة الأرخص التي يتم الحصول عليها بهذه الطريقة تحتفظ بخصائص تجديد عالية.